top of page

عقدة الانتماءات و ازمة الهوية في المجتمعات العربية و الاسلامية

  • وعة حنان
  • Feb 26, 2018
  • 2 min read

تعتبر ازمة الهوية احد ازمات التي تعرقل مسار التنمية وهي كذلك احد اسباب الصراعات الاهلية في المجتمع، وتأثر على العلاقات بين الافراد و وتسبب نوعا من الاحتدام و التمييز فهي تحتل موقع ذات اهمية لدى الفرد في ماهية هويته ويحدد اصل انتماءه. فاختلاف عدة هويات و انتماءات في الوسط الذي يعيش فيه الفرد ، يجعله يفاضل بين هذه و تلك وأيهما اقوى ولها وجود و مكانة وغيرها، سواء كانت دينية عرقية او ثقافية …

بالنسبة للجانب السياسي فهي احد الاسلحة التي تستخدم في الانظمة الدكتاتورية و الاستبدادية التي تفرض القوة على الفرد في تقبل هوية او انتماء معين، وذلك ما يجعلها تتحكم في المجتمع و توجهه فكريا على حسب مصالحها. و بعد ثورات الربيع العربي و تحولات في الانظمة ومظاهرات وغيرها التي ظهرت في السنوات الاخيرة في الوطن العربي خاصة والإسلامي، زادت من التطرق لهذه الازمة و زادتها تعمقا عند البعض الأقليات في فرض هويتهم على الحكومة و على المجتمع وهذا عن طريق الحركات و التجمعات اليسارية وهذا ما يمارس ضغطا على الدولة باعتراف ب"الأقليات" و اعطائهم حقوقهم و قيمة لموروثهم الثقافي و اللغوي كما هو حاصل في اقليم كردستان العراق و كذلك بمنطقة القبائل في الجزائر تليها المغرب بالرغم من انه لم يتم حسم امر هذه الازمة الى الان…

لكن لعصبية بعض الاقليات يرفضون الهوية فهي تعتبر حالة خاصة عند البعض وحساسة لحد التقديس و التفضيل عند البعض، وهذا ما يحدث شرخ في اوساط المجتمع و ظهور الطبقية ليس فقط من جانب المادي وإنما جانب الاجتماعي كذلك.البعض يعتبر مسالة تعدد الهويات مشكلة و معضلة و الاخر يعتبرها مصدر قوة ورمزا للتماسك و الاندماج وتنوع تراثي و ثقافي غني للوطن، والبعض الاخر لا يتقبل التعامل مع الاقليات الاخرى سواء اجتماعيا او تجاريا او غيرها.

وهذه الازمة شهدتها الجغرافية العربية على مر العصور قبل ظهور الدولة، وبعدها لتعصب الطوائف خاصة اذا كان الموضوع حول القائد او الحاكم، وهل بإمكانه انصاف الطوائف الاخرى و يحكم بعدل ويحقق المساواة ام سيكون استبدادي ومنحاز لقبيلته او عشيرته …وهذا ما عرف صراع داخلي وكانت احد الاسباب الرئيسية لسقوط الحضارة الاسلامية والعربية.

فالواقع السياسي و القرارات قد تغير من مجرى الامور حول الهوية، وهو عامل اساسي الذي يحدد مصير هويات متعددة داخل وطن واحد، فسياسة الانظمة هو اخضاع الكل على هوية واحدة بمعنى اخر الذوبان في الاخر وتحقيق الاستقرار على حسب الاخر، لكن هذه السياسة لا تنجح بفرض القوة و اتخاذ قرارات تعسفية وفرض قوانين منتهكة للحقوق وبتقييد الحريات، انما عن طريق مبدأ الحوار والاستفتاء الشعبي وفتح قنوات الاتصال بين الشعب و النظام و احترام الرأي العام وخصوصيات الاقليات .

وهذا ما يحاول النظام السياسي فعله بخلق رموز مشتركة قد تكون ناتجة عن تجانس داخل المجتمع او عن خلق رموز مشتركة لبقاء دولة في ظل عدم تجانس المجتمع وهذا ما يظهر تباين صورة الاقليات بصفة واضحة، فعلى الدولة القيام بإجراءات تحفظ حقوق و حريات الافراد بمختلف انتماءاتهم وتحقيق مبدأ المساواة و العدالة و بناء مجتمع متكامل على اساس ديمقراطي، وهذا ما يحفز على التوافق والتعاون داخل المجتمع ودفع عجلة التنمية لأجل وطن واحد، وان كان عكس ذلك فقد تواجه الدولة عقبات و ظرفا استثنائيا قد يقلب الموازين، و يغير من مسار النظام وتحولا في اوساط المجتمع ويؤدي الى عواقب لا مخرج لها .

 
 
 

Comentários


Ouaa Hanane

Follow

  • facebook
  • twitter
  • instagram
  • youtube

Contact

Address

Algiers Province, Algeria

©2017 by Ouaa Hanane. Proudly created with Wix.com

bottom of page