المعرفة مقابل المال

خلال الحرب العالمية الاولى، نشرت صحيفة في شيكاغو مقالات افتتاحية خاصة والتي أطلقت فيها، اسم "نصير السلم الجاهل " على السيد" هنري فورد " ,ولكن السيد هنري اعترض على هذه التصريحات، ورفع دعوى على هذه الصحيفة لقيامها بسبه. وعند عرض الدعوى أمام المحاكم، ترافعو محامو الصحيفة رداً على التهمة ووضعوا السيد فورد هنري نفسه على منصة الشهود بغرض إثبات لهيئة المحلفين أنه جاهل ، ثم بدا المحامون بطرح أسئلة عليه في مجال المعرفة العامة مثل : -من كان "بيندكت أرتولد " ؟ - كم عدد الجنود التي أرسلتها بريطانيا لأمريكا لاخماد الثروة في عام 1776 ؟ فكان جواب السيد هنري فورد بأنه لا يعرف بدقة عن هذه المعلومات ولكن بخصوص السؤال الثاني فشيء طبيعي أن عدد الجنود التي أرسلتهم بريطانيا يفوق الذين تمكنوا من العودة ... بعد الكم الهائل من الاسئلة التي نزلت على السيد هنري فورد والتي أرهقته ... فبعد سؤال هجومي من محامي، اتكئ السيد هنري فورد للوراء ثم قال : إن أردت حقا الاجابة عن هذا السؤال الغبي التي طرحته علي فدعني اذكرك أن لدي صفّاً من الأزرار الكهربائية على مكتبي، ومن خلال الضغط على الزر الصحيح منه، يمكنني أن أستدعى الاشخاص الذين يستطعون الاجابة عن سؤال أرغب في طرحه بشأن العمل الذي أكرس معظم جهدي له هلا أخبرتني لماذا أزاحم عقلي بمعرفة عامة، بغرض التمتع بقدرة الاجابة عن الاسئلة ، في الوقت الذي فيه حولي اناس يمكنهم إمدادي بالمعرفة التي أريدها ؟

سحق هذا الكلام المحامين، وادرك كل من في القاعة أنه لم يكن هذا الكلام نابع من رجل جاهل بل رجل متعلم، فالشخص المتعلم هو من يعرف من أين يأتي بالمعلومات عند الحاجة اليها وكيف ينظمه هذه المعرفة داخل خطط محددة للفعل،

السيد هنري فورد كان يملك عقول مدبرة مليئة بالمعلومات العامة. لكنه كان يعرف كيف يستخدم هذه العقول في المعرفة المتخصصة وبالظبط في مجال السيارات، من خلال هذه القصة نستنتج ان : هناك نوعان من المعرفة : واحدة عامة والثانية متخصصة، والمعرفة العامة بغض النظر عن قدرتها أو تنوعها الكبير، فإنها عديمة الفائدة في عملية جمع المال، فتملك كليات الجامعات العظيمة، في الاجمالي ، كل نوع المعرفة العامة المعروف للحضارات.وهي تتخصص في تدريس المعرفة، ولكنها لا تتخصص في تظيمها أو استخدامها... والمعرفة لن تجدب المال إلا إذا كانت منظمة وتم تفعيلها بذكاء في خطط عملية للفعل ولنيل الغاية المحددة المتمثلة في جمع المال،

والافتقار إلى فهم هذه الحقيقة طالما تسببت في ارتباك ملايين الناس ممن يعتقدون على نحو خاطئ أن المعرفة قوة... فهي ليست كذلك على الاطلاق ؟ تخصص في مجالك ثم شاهد ثروتك الحقيقية .....

مصدر المعلومات : كتاب فكر وازداد ثراء للكاتب نابليون هيل